الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الترجي يشعل الأضواء الحمراء أمام "المنظومة" والاملاءات "الوجيهة"

نشر في  27 أفريل 2022  (13:27)


على بعد أمتار وساعات قليلة من انطلاق منعرج الحسم في بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، لا يبدو الوضع بالغ الرفاهية ومبعثا للاطمئنان لدى أولي القرار في جامعة تمدّدت صلاحياتها واعتنت بكل الملفات والزوايا والاهتمامات كلّها غير كرة القدم طبعا..وبذلك تقاطعت المصالح وتشابكت المكوّنات المنصهرة صلبها لتُطلق عليها مفردة "المنظومة"..
تبدو الديباجة موغلة في القتامة، غير أنها ترجمة وانعكاس ظلّ حقيقي للمشهد الكروي رغم تكرار النفخ في بالونة المرور الى المونديال التي ضجّت بها مجالس الجريء وأتباعه لاسكات كل من انتقدت سياساتهم في العبث بكرتنا..ولذلك فانه يخرج في صورة المتحامل أو الخائن أو غير المدرك لأسرار الجلد المدوّر..
عود على بدء، ومع انطلاق "بلاي أوف" الحسم فان الوضع لا يتطلب اجتهادا كبيرا لادراك ما يحصل من مناكفات وتجاذبات بعد انتفاضة قوية جاء مصدرها هذه المرة من الترجي الرياضي وتحديدا من قاعدته الجماهيرية والحزام الدائر بالهيئة وان اختارت الأخيرة الصمت (ولو ظاهريا)، ولكن الجو العام في المشهد الكروي يوحي بكل وضوح أن "المنظومة الحاكمة" ستجابه بموجة غضب وجبهة رفض غير مألوفة..فالترجي منسلخ عن املاءات الجريء وهنالك فتور تتجسّد معالمه منذ أكثر من موسمين..
صارت الخيوط تتوضح حين عارض الترجي بقوة حيثيات اجراء نهائي الكأس في المنستير في سبتمبر 2020 في ظل انتشار مكثف للوباء (عافى الله الجميع)..لتزداد مؤشرات استفحال المرض بصفارة عليلة للصادق السالمي..وتلت ذلك مناورات عدة ومنها انتصار الترجيين لابنهم طارق بوشماوي ورفض هيئة المدب ل"وان مان شو" الجريء في طريقه الى المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي للعبة..ومنذ تلك العلامات فان الجريء حاول عبثا توظيف كل سطوته محليا بين حكام وأحلاف لمحاولة ضرب الترجي..غير أن المؤشرات الحالية تقول ان الحرب الباردة باتت معلنة.
في أثناء ذلك، تضرر الترجي في الموسمين الفارطين من "حوادث تحكيمية" متفرقة ولا تحدث بانتظام غير أنها حاسمة، وهذا تكتيك مميّز لدى الجامعة ومبنى ادارة التحكيم المجاور لدرء الشبهات رغم وجود اثباتات عن عبث أمّنته قرارات الجريدي ولوصيف وقيراط (الابن في الميدان والوالد في التعيينات) وحسني ورزق الله والقصعي..
تواصل التمادي في استهداف الترجي حتى أن الأمر كلّف خسارة بعض الألقاب (بين الكأس والسوبر)، وبعد الصمت الحاصل سابقا الا أن ما رصدناه حاليا يؤكد أن الانتفاضة آتية اثر تواصل المؤشرات القوية التي تقول ان الجريء وماكينته ( بين المتداخلين تحكيميا ورياضيا واعلاميا) اشتغلوا بسرعة الصوت من أجل تعديل مسار اللقب وتحديده باملاءات "وجيهة" نحو طرف بعينه..حتى ان المخاوف تفاقمت بعد ايفاد هيثم قيراط لغرفة الفار في كلاسيكو الجولة الأولى ضد "السي، أس،أس"..
قد يعتبر البعض أن ما سردناه يبدو خشية مبالغا فيها، ولكن عديد المصادر المطلعة جزمت بوجود أمر دُبّر بليل لتغيير مسار لقب اختار باب السويقة لمدة 5 سنوات ويبدو أن هذا المشهد أرهق ذاكرة الكثيرين..علاوة على وجود مصالح هامة تُغري الأطراف المؤثرة للتدخل وتعديل وجهة اللقب.
وتعتبر عدة أطراف ترجية أن مبدأ التناوب على اللقب كان عاديا وأمرا محبذا لو حصل باستحقاق رياضي، فالفريق خسر منذ أيام ضد وفاق سطيف قاريا ولم يتباك الترجيون من منطلق ايمانهم بأن الخسارة حصلت رياضيا..عكس ما يتم له الاعداد سرا في كواليس مطبخ الكرة التونسية..
وفي المجمل، لا بدّ من ترقب الخطوات الأولى في مرحلة البلاي أوف، فمكونات شيخ الأندية أعلنت بوضوح أنها على تواصل مع كل الأطراف المتداخلة في اللعبة محليا وخارجيا ولن تغفر أي خطأ يتخطى الزلّة ويحمل القصد بين طياته..وفي الضفة المقابلة يجلس الجريء وديعا ومنتبها طالما أنه يدرك أن حربه مع الترجي مختلفة شكلا ومضمونا عن بقية العناصر المؤثثة للمشهد في تونس..فالترجي لم يرضخ لسلطان عيسى حياتو رغم بطشه واختلف مع وزراء وأصرّ على مواجهة أحمد أحمد مدججا بأحلاف قوية في نصرته..ولذلك فان كل هذه المؤشرات مجتمعة تؤكد أننا فعلا أمام معركة كسر عظام لا تصلح بأصحاب القلوب الرهيفة..